للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فبان أن هذا أفضل الذكر (١)، والعالم أفضل من العامل لخمسة أشياء، أحدهما: أن العلم قد يكون بغير عمل ولا يكون العمل عملا بغير علم؛ والثاني: مقام العلماء مقام الأنبياء ومقام العمل مقام الأولياء؛ والثالث: العمل لازم والعلم متعدي كالسراج؛ والرابع: ينفع العلم بغير عمل ولا ينفع العمل بغير العلم؛ وأيضًا العمل منا والعلم من الله تعالى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وفضل العالم على العابد كفضل القمر على الكواكب"، قيل: المراد بالعالم: من له اعتقاد صحيح يؤدي فرائض الله تعالى ولا يشتغل بنوافل كذا مما هو فرض على الكفاية، قال في شرح السنة (٢): فضل العلم من حيث أن نفعه يتعدى إلى كافة الخلق، وفيه: إحياء الدين وهو تلو النبوة، فإن العلماء ورثة الأنبياء، قال - صلى الله عليه وسلم -: "العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" أي: كبير.

قوله: وقد روى الأوزاعي، تقدم الكلام على الأوزاعي قريبًا.

١٠٧ - وَعَن معَاذ بن جبل - صلى الله عليه وسلم - قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - تعلمُوا الْعلم فَإِن تعلمه لله خشيَة وَطَلَبه عبَادَة ومذاكرته تَسْبِيح والبحث عَنهُ جِهَاد وتعليمه لمن لَا يُعلمهُ صَدَقَة وبذله لأَهله قربَة لأنه معالم الْحَلَال وَالْحرَام ومنار سبل أهل الْجنَّة وَهُوَ الأنيس فِي الوحشة والصاحب فِي الغربة والمحدث فِي الْخلْوَة وَالدَّلِيل على السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالسِّلَاح على الْأَعْدَاء والزين عِنْد الأخلاء


(١) المدخل (١/ ٨٩).
(٢) شرح السنة (١/ ٢٧٨).