للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواية أكثر الشيوخ هنا بالواو وعند أبي جعفر وبعضهم براحا بالراء وهو بمعنى الأول أي بينا ظاهر مشتهرًا والمعنى جهارًا، وقال عياض: أي بيانًا لا تأويل فيه ولا خفاء به ومن رواه بواحا بالواو فهو من باح بالشيء إذا أظهره أي ظاهرا معناه لا عن ظن ولا إلزام (١)، أ. هـ والمراد بالكفر هنا المعصية لقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (٢) وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفارًا" (٣) أي عصاة وقيل لابسي السلاح، وقيل: من الكفر على الحقيقة أي لا يكفر بعضهم بعضًا (٤)، وفي الحديث أن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم على بعض بالسيوف فأنزل الله عز وجل: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} (٥) وليس المراد به الكفر بالله، وفي الحديث أيضًا: "من أيضًا: "من أتى حائضا فقد كفر ومن أتى امرأة في دبرها فقد كفر" (٦).

وفيه أيضًا "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" (٧)، ومعنى: "عندكم من الله


(١) إكمال المعلم (٦/ ٢٤٦ - ٢٤٧)، وتحفة الأبرار (٢/ ٥٤٤).
(٢) سورة المائدة، الآية: ٤٤.
(٣) أخرجه: البخاري (٤٤٠٢)، ومسلم (١١٩ و ١٢٠ - ١٦) عن ابن عمر.
(٤) مشارق الأنوار (١/ ٣٤٤ - ٣٤٥)، وشرح النووي على مسلم (٢/ ٥٥).
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٠١.
(٦) أخرجه ابن ماجه (٦٣٩)، وأبو داود (٣٩٠٤)، والترمذي (١٣٥)، والنسائي في الكبرى (٨٩٦٧) و (٨٩٦٨) عن أبي هريرة. وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: ٥٩٣٩، الصَّحِيحَة: ٣٣٨٧، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٣٠٤٤.
(٧) أخرجه البخاري (٤٨) و (٦٠٤٤) و (٧٠٧٦)، ومسلم (١١٦ و ١١٧ - ٦٤) عن ابن مسعود.