للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "فكان الذين في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها" يمر بالماء أي بالبول والغائط في أعلاها ليطرحها على البحر فيؤذيهم به (١).

قوله: "وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" يقال: أخذت على يد فلان إذا منعته عنهما يريد أن يفعله كأنك أمسكت يده قاله ابن الأثير (٢).

أي منعوهم من الخرق نجي الآخذون ونجى المأخوذون وهكذا إن أقيم الحدود فتحصل النجاة للكل وإلا هلك العاصي بالمعصية وغيرهم بترك الإقامة وفيه تعذيب العامة بذنوب الخاصة واستحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه أنه يجب على الجار أن يصبر على شيء من أذى جاره خوف ما هو أشد منه قاله الكرماني (٣). ومعنى الحديث: أن القوم إذا كان فيهم من يأتي المنكر فتركوه مع ما أراد هلك وهلكوا جميعا وإذا أقاموا العدل ونهوا عن الفساد خلصوا وخلص المفسدون فالهلاك هو السكوت والمداهنة والنجاة في الدنيا والآخرة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فانظر كيف كان الأخذ على أيدي المفسدين والإنكار عليهم ومنعهم ما أراده سببًا لنجاتهم أجمعين وقس على هذا فإنما ضرب الله ورسوله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون (٤).


(١) شرح المصابيح (٥/ ٣٦٤).
(٢) النهاية (١/ ٢٨).
(٣) الكواكب الدرارى (١١/ ٥٩).
(٤) تنبيه الغافلين (ص ٢٣).