للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ذلك عشر سنين ثم يبعث الله ريحا طيبة فلا تدع مؤمنا ولا مؤمنة إلا قبضت روحه ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون تهارج الحمر في المروج حتى يأتي أمر الله والساعة وهم على ذلك وقالت العرب: هم يتهارجون تهارج الحمر أي يتسافدون والهرج كثرة النكاح يقال: بات يهرجها ليله جميعًا (١).

قولها: فقلت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون، قال: "نعم إذا كثر الخبث" أنهلك بكسر اللام على اللغة الفصيحة المشهورة وحكي فتحها وهو ضعيف أو فاسد ذكره النووي في شرح مسلم (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قال: نعم إذا كثر الخبث" الحديث، والخبث بفتح الخاء والباء وبالثاء المثلثة، وفسره الجمهور بالفسوق والفجور، والفجور الميل إلى الفساد وقيل: الانبعاث في المعاصي وهو جامع للشرور قال الله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤)} (٣) وقيل: المراد الزنا خاصة وقيل المراد أولاد الزنا (٤) وبهذا القول جزم ابن بطال في شرح البخاري في أول كتاب الفتن فقال: وفسر العلماء الخبث بأولاد الزنا (٥)، ثم قال: فإذا ظهر ظهرت المعاصي ولم [تغير] وجب على المؤمنين المنكرين لها بقلوبهم هجران تلك البلدة والهرب منها فإن لم يفعلوا فقد تعرضوا للهلاك إلا [أن] الهلاك


(١) حياة الحيوان (١/ ٣٥٧).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٨/ ٣).
(٣) سورة الانفطار، الآية: ١٤.
(٤) حياة الحيوان (٢/ ٥٥٥).
(٥) شرح ابن بطال (٨/ ٤٧٤) و (١٠/ ٦).