للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنكر والآية قريبة المعنى من قوله تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} (١) وقد جاء عن أبي عبيد أنه قال: ليس في كتاب الله تعالى جمعت بين الناسخ والمنسوخ غير هذه الآية، قال بعض أهل العلم: الناسخ فيها: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} والهدى هنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال ابن المبارك: في قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} هو خطاب لجميع المؤمنين أي عليكم أهل دينكم كقوله: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (٢) فكأنه قال: ليأمر بعضكم بعضا ولينه بعضكم بعضا بالمعروف وبالنهي عن المنكر ولا يضركم ضلال المشركين والمنافقين من أهل الكتاب، وقد روي معنى هذا عن سعيد بن جبير والله أعلم (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب" الحديث، تقدم أن الآخذ على اليد عبارة عن المنع تقدم أيضًا معنى أوشك.

٣٤٩٥ - وَعَن أبي كثير السحيمي عَن أَبِيه قَالَ سَأَلت أَبَا ذَر قلت دلَّنِي على عمل إِذا عمل العَبْد بِهِ دخل الْجنَّة قَالَ سَأَلت عَن ذَلِك رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ تؤمن بِالله وَالْيَوْم الآخر قلت يَا رَسُول الله إِن مَعَ الْإِيمَان عملا قَالَ يرْضخ مِمَّا رزقه الله قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن كانَ فَقِيرا لَا يجد مَا يرْضخ بِهِ قَالَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن كانَ عييا لَا يَسْتَطِيع أَن يَأْمر


(١) سورة المائدة، الآية: ٩٩.
(٢) سورة النساء، الآية: ٢٩.
(٣) تنبيه الغافلين (ص ٩٣ - ٩٤).