للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شهادات دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أبك جنون" قال: ل، قال: "فهل أحصنت؟ " قال: نعم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اذهبوا به فارجموه" وفي رواية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لماعز "أحق ما بلغني عنك" قال: وما بلغك عني، قال: "بلغني عنك أنك واقعت بجارية آل فلان" قال: نعم، فشهد أربع شهادات ثم أمر به فرجم (١) هكذا وقع في هذه الرواية.

والمشهور في باقي الروايات أنه أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: طهرني، قال العلماء: لا تناقض بين الروايات فيكون قد [جيء به إلي] النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير استدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء في غير مسلم أن قومه أرسلوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي للذي أرسله: "لو سترته بثوبك يا هزال لكان خيرا لك" وكان ماعز عند هزال فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لماعز بعد أن ذكر له الذين حضروا معه ما جرى له: "أحقٌ ما بلغني عنك" الحديث (٢)، وفي رواية: جاء ماعز إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله طهرني، فقال: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" فرجع غير بعيد فقال: يا رسول الله، طهرني، الحديث؛ ومثله في حديث العامرية التي جاءت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي حبلى من الزنى فقالت: طهرني، قال: "ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه" وسيأتي ذلك في كتاب التوبة، واحتج أبو حنيفة وسائر [العلماء] وأحمد وموافقوهما بهذا الحديث، يعني حديث ماعز في أن الإقرار بالزنا لا يثبت ويرجم به المقر حتى يقر أربع مرات، وقال مالك


(١) أخرجه البخاري (٥٢٧١ و ٥٢٧٢) و (٦٨١٥ و ٦٨١٦) و (٦٨٢٥ و ٦٨٢٦) و (٧١٦٧)، ومسلم (١٦ - ١٦٩١).
(٢) شرح النووي على مسلم (١١/ ١٩٧).