للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل ... وكل امرئ ما بين فكيه مقتل

وكم فاتح أبواب شر لنفسه ... إذا لم يكن قفل على فيه مقفل

قال: وفي الحديث من الفقه أن الكبائر أكثر ما تكون والله أعلم من الفرج والفم فالكفر وشرب الخمر وأكل الربى والقذف وأكل مال اليتيم ظلما من الفم واللسان والزنا من الفرج فالمراد من الحديث أنه من اتقى لسانه وما يأتي من القذف والغيبة والسب كان أحرى أن يتقي القتل، ومن اتقي شرب الخمر كان حريا باتقاء بيعها، ومن اتقي أكل الربا لم يعمل به فهذا وجه تخصيص هاتين الجارحتين وقي شرهما، وهذا التأويل على نحو قول عمر في الصلاة: من ضيعها كان لما سواها أضيع ومن حفظها حفظ دينه (١) أ. هـ.

٣٦٤٥ - وَعَن أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- من وَقَاه الله شَرّ مَا بَين لحييْهِ وَشر مَا بَين رجلَيْهِ دخل الْجنَّة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن (٢).


(١) التمهيد (٥/ ٦٥ - ٦٨).
(٢) أخرجه أبو سعيد الأشج في حديثه (٩١) وعنه الترمذي (٢٤٠٩) والعلل (٦١٤)، وابن أبى الدنيا في الصمت (٦٨٨)، وابن أبي عاصم في الزهد (١٤)، والبزار (٨٩١٨ م)، وأبو يعلى (٦٢٠٠)، وابن حبان (٥٧٠٣)، والحاكم ٤/ ٣٥٧، والبيهقي في الشعب (٧/ ٢٨٩ رقم ٥٠٢٣). قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. وقال البزار: وهذا الحديث رواه أبو خالد، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ورواه المقدمي، عن أبي حازم عن سهل بن سعد. وقال الدارقطني في العلل (١٥٤٦): يرويه محمد بن عجلان، واختلف عنه؛ فرواه خالد بن الحارث، وأبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. ورواه سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي =