للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا من كلام المنذري، وقال مجاهد: لو أن اللوطي اغتسل بكل قطرة في الأرض وبكل قطرة في السماء لم يزل نجسا، وقد روى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشره معهم" (١) قال ابن قيم الجوزية (٢): وهذا المعنى صحيح قال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٣) الآية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أزواجهم أشباههم ونظراؤهم، وقال يزيد بن هارون: وقد سئل عن اللوطي فقال الذي يأت الغلام بين فخذيه هو اللوطي وعليه الحد والذي يأتيه في دبره فهو كافر وعن مجاهد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "من أتى صبيا فقد كفر" والله أعلم (٤).

قوله: وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- تقدم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ملعون من ذبح لغير الله" فالمراد أن يذبح باسم غير الله تعالى كمن ذبح للصنم أو الصليب أو لموسى أو عيسى أو الكعبة ونحو ذلك فكل هذا حرام ولا تحل هذه الذبيحة سواء كان الذبح مسلمًا أو نصرانيا أو يهوديًّا نص عليه الشافعي واتفق عليه أصحابنا فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله تعالى


(١) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٤٨٣). وقال الخطيب: منكر. وقال الألباني: ضعيف جدا الضعيفة (٤٦٦٢).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٦٢).
(٣) سورة الصافات، الآيتان: ٢٢ - ٢٣.
(٤) تنبيه الغافلين (ص ١٤٢ - ١٤٣).