للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ساكني الصفة ملازميها، قال أبو نعيم في حلية الأولياء: كان عريف أهل الصفة وأشهر من سكنها، وأما أبو هريرة فهو أول من كني بهذة الكنية، واختلف في اسمه واسم أبيه على نحو من ثلاثين قولا وأصحها عبد الرحمن بن صخر، قال: وعلى هذا اعتمدت طائفة صنفت في الأسماء والكنى وكذا قال الحاكم أبو أحمد أصح شيء عندنا في اسمه عبد الرحمن بن صخر، قال: وعلى هذا سبب تكنيته أبو هريرة فإنه كان له في صغره هرة صغيرة يا حب بها، ولأبي هريرة منقبة عظيمة وهو أنه أكثر الصحابة رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الإمام الحافظ تقي الدين بن مخلد الأندلسي في مسنده لأبي هريرة خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا وليس لأحد من الصحابة هذا القدر ولا ما يقاربه والله أعلم، ذكره النووي في شرح مسلم (١) وتقدمت ترجمته بزيادة على هذا ونقصان في أماكن من هذا التعليق والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه" الحديث، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ملك ذا رحم محرم عتق" أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث سمرة (٢).

قوله: "لا يجزي" بفتح أوله من غير همزة من الجزاء بمعنى المجازاة أي لا يقوم بماله عليه من الحق أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه إلا أن يعتقه (٣)


(١) شرح النووي على مسلم (١/ ٦٧ - ٦٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٩٤٩)، والترمذي (١٤١٦)، وابن ماجه (٢٥٢٤)، والنسائي في الكبرى (٤٨٧٨ - ٤٨٨٢). وقال الألباني: صحيح، الإرواء (١٧٤٦).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٠/ ١٥٣).