للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مع أهله ذهبت لذة عيشه (١)، أ. هـ.

قوله: "ومنعا وهات" هو بكسر التاء من هات، ومعنى الحديث أنه نهي أن يمنع الرجل ما توجه عليه الحقوق أو يطلب ما لا يستحقه (٢)، قال القرطبي وهذا راجع إلى المسئول والسائل نهي المسئول عن المنع مع القدرة، وقد روى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "للسائل حق وإن جاء على فرس" (٣) ونهي السائل أن يسئل بعد المنع لأنه إذا منع وعاد إلى السؤال يصير إلحافا ويحتمل حمل: "وهات" على السؤال مع عدم الحاجة فإنه مكروه أيضًا، واللّه أعلم.

قوله: "وكره لكم قيل وقال" الحديث، اختلف العُلماء في حقيقة هذين اللفظين على قولين أحدهما أنهما فعلان فقيل مبني لما لم يسم فاعله، وقيل: فعل ماض، والثاني: أنهما اسمان مجروران منونان لأن القال والقيل والقالة كلّه بمعنى، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ} (٤) ومنه قولهم: كثر القيل والقال (٥).

فأما القيل والقال فهو الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم (٦)، قال ابن العماد في شرح العمدة: وأيضًا فإن الإخبار


(١) البستان (ص ٤٠٧) و: تنبيه الغافلين (ص ١٣١) للسمرقندى.
(٢) شرح النووي على مسلم (١٢/ ١٢).
(٣) أخرجه أبو داود (١٦٦٥)، وابن خزيمة (٢٤٦٨) عن حسين بن علي.
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (٤٧٤٦).
(٤) سورة النساء، الآية: ١٢٢.
(٥) شرح النووي على مسلم (١٢/ ١١).
(٦) إكمال المعلم (٥/ ٥٦٩) وشرح النووي على مسلم (١٢/ ١١).