للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التي تنقل في الغالب تكون سقيمة ويقال إن شيطانا يسمى [مطون] ينقل الأخبار الكاذبة ويلقيها في أفواه الناس فيتحدّثون بها وقد ثبت عنه أنه قال: "كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع" (١) وقال بعض السلف: لا يكون إماما من حدّث بكل ما سمع (٢)، ومما قيل في الصمت عما لا يعني:

منع اللسان من الكلام فإنه ... كهف البلاء وجالب الآفات

فإذا نطقت فكن لربك ذاكرا ... لا تنسه واحمده في الحالات

وقال آخر:

قد أفلح الساكت الصموت ... كلامه ما يعد قوت

ما كل نطق له جواب ... جواب ما يكره السكوت

واعجبى لأمري ظلوم ... مستيقن أنه يموت

قوله: "وكثرة السؤال" الحديث، وكثرة السؤال: هو الإلحاح فيما لا حاجة إليه، وقيل: المراد به التنطع في المسائل والإكثار من السؤال عما لا يقع ولا تدعوا إليه حاجة وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك، وقيل: يحتمل ان المراد كثرة السؤال، وكان السلف - رضي الله عنهم - يكرهون ذلك ويرونه من التكلف المنهي عنه، وفي الصحيح: كره رسول اللّه المسائل وعابها وقيل المراد به سؤل الناس أموالهم وما في أيديهم وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك، وقيل: إنه يحتمل أن المراد كثرة السؤال عن


(١) أخرجه مسلم في المقدمة (ج ١/ ١٠)، وأبو داود (٤٩٩٢)، وابن حبان (٣٠) عن أبي هريرة. وصححه الألباني في الصحيحة (٢٠٢٥).
(٢) العدة (٢/ ٦٥٠).