للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبار الناس وأحداث الزمان وما لا يعني الإنسان، وهذا ضعيف لأنه قد عرف هذا من النهي عن قيل وقال، وقيل: يحتمل أن المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره فدخل ذلك في سؤله عما لا يعنيه ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسئول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله فإن أخبره شق عليه وإن كذبه في الإخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقة وإن أهمل جوابه ارتكب سوء الأدب (١)، أ. هـ.

فائدة: في الحديث دليل على أن غير الكثير في السؤال لا يتعلق به النهي وهو كذلك، قال العُلماء: وقد يجب السؤال في بعض الصور وذلك عند الإضرار أو خوف فوات واجب كالصوم ونحوه إذا لم يأكل قالوا: وقد سأل موسى والخضر قال اللّه تعالى: {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} (٢) والتعرض للسؤال يكون في معنى السؤال وكثرة السؤال منهي عنها في صور، الأولى: إذا سأل الفقير فقيل له يفتح اللّه فأعاد السؤال فيحرم عليه ذلك لأنه نوع من الإيذاء، قال الحليمي: فإن ألح وزاد على الثلاث مرات جاز ضربه ودفعه، الصورة الثانية: أن يعم الناس بسؤاله فيسئل هذا هذا وهذا، قال اللّه تعالى: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} (٣) لأنه يعم الناس بمسألة كالملحفة تعم من يلتحف بها (٤)، الصورة الثالثة: أن يسأل شخصا فيعطيه ثم يعود إليه في


(١) شرح النووي على مسلم (١٢/ ١١).
(٢) سورة الكهف، الآية: ٧٧.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٧٣.
(٤) تفسير القرطبي (٢/ ٣٤٢).