للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مات زوجها غنية كانت أو فقيرة، والأرمل التي ماتت زوجته غنيا كان أو فقيرا، وقيل: الأرملة: هي التي فارقها زوجها، وقال ابن السكيت والأرامل المساكين من رجال ونساء، وقال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج يقال: أرمل الرجل إذا فنى زاده قاله النووي (١).

قوله: "والمسكين" والمسكين هو من المسكنة وهي الذلة والخضوع، أ. هـ. قوله: "كالمجاهد في سبيل اللّه" شبه الساعي على الأرملة بالمجاهد لأن القيام على المرأة بما يصلحها وبما يحفظها ويصونها لا يتصور الدوام عليه إلا مع الصبر العظيم ومجاهدة النفس والشيطان فإنهما يكسلانه عن ذلك ويثقلانه ويفسدان النيات في ذلك وربما يدعوان بسبب ذلك إلى السوء ويسؤان له ولذلك قل من يدوم على ذلك وأقل من ذلك من سلم منه فإذا حصل ذلك العمل حصلت منه فوائد كشف كرب الضعفاء وإبقاء رمقهم وسد خلتهم وصون حرمتهم (٢).

وقال ابن بطال: من عجز عن الجهاد في سبيل اللّه وعن قيام الليل وعن صيام النهار فليعمل بهذا الحديث وليسع على الأرامل والمساكين ليحشر يوم القيامة في جملة المجاهدين في سبيل اللّه دون أن يخطو من ذلك خطوة أو ينفق درهمًا أو يلقي عدوا يرتاع بلقائه أو ليحشر في زمرة الصالحين


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١١٢ - ١١٣).
(٢) المفهم (٢١/ ١٣٩).