للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: فانطلق به إلى رحله، أي: إلى منزله، ورحل الإنسان هو منزله سوءا كان من حجر أو مدر أو شعر أو وبر.

وقوله: فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا إلا قوت صبياني، قال: فعلليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فنوميهم، الحديث قال النووي (١): وهذا محمول على أن الصبيان لم يكونوا محتاجين إلى الطعام حاجة ضرورة لأن العادة أن الصبي إذا كان شبعا يطلب الطعام إذا رأى من يأكله وإذا تطلبه أنفسهم على عادة الصبيان من غير جوع يضرجهم فإنهم لو كانوا على حاجة بحيث يضرهم [فإنهم لو كانوا على حاجة] ترك الأكل لكان إطعامهم واجبا ويجب تقديمهم على الضيف، فإن قلت: نفقة الأطفال واجبة والضيافة لم تكن واجبة، قلت: لعل ذلك كان فاضلًا عن قدر ضرورتهم، وقد أثنى اللّه عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على هذا الرجل وامرأته فدل على أنهما لم يتركا واجبا بل أحسنا وأجملا - رضي الله عنهما - وأما هو وامرأته فآثرا على أنفسهما برضاهما مع حاجتهما وخصاصتهما فمدحهما اللّه تعالى وأنزل فيهما: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (٢) الآية، والخصاصة الحاجة والفقر وأصل الخصاصة الخلل.

قوله: في الرِّواية الأخري: "فقعدوا وأكل الضيف وباتوا طاويين" أي: جائعين والطوي ضمور البطن من الجوع قاله عياض (٣).


(١) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٢).
(٢) سورة الحشر، الآية: ٩.
(٣) مشارق الأنوار (١/ ٣٢٣).