للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته من الزهد في الدنيا والصبر على الجوع وضيق حال الدنيا، ومنها: أنه ينبغي لكثير القوم أن يبدأ في مواساة الضيف ومن يطرقهم بنفسه فيواسيه من ماله أو لا بما تيسر إن أمكنه ثم يطلب له على سبيل التعاون على البر والتقوى من أحصابه، ومنها: المواساة في حال الشدائد، ومنها: فضيلة إكرام الضيف وإيثاره، ومنها: منقبة لهذا الأنصاري وامرأته - رضي الله عنها -، ومنها: الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه رفقا بأهل المنزل لقوله: (أطفئ السراج وأريه أنا نأكل) فإنه لو رأى قلة الطعام وأنهما لا يأكلان لامتنع من الأكل.

قوله في الحديث: زاد في رواية فنزلت هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (١) الآية، والخصاصة الفاقة والحاجة وشح النفس [كثرة] طمعها وضبطها على المال والرغبة فيه وامتداد الأمل وهو خلق سوء (٢)، قال ابن عطية (٣): أثنى اللّه تعالى على الأنصار بأنهم يحبون المهاجرين وبأنهم يؤثرون على أنفسهم وبأنهم قد وقوا شح أنفسهم لأن مقتضى قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} (٤) الآية، أن هؤلاء الممدوحين قد وقوا الشح، قال حذيفة العدوي: طلبت يوم اليرموك ابن عم لي في الجرحي


(١) سورة الحشر، الآية: ٩.
(٢) تفسير الثعالبى (٥/ ٤١٠)، وتفسير ابن عطية (٥/ ٢٨٨).
(٣) تفسير ابن عطية (٥/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
(٤) سورة الحشر، الآية: ٩.