للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال عبد اللّه بن مسعود: والذي لا إله غيره ما من رجل من المهاجرين إلا وللأنصار عليهم شكر واللّه لقد ءاووا خائفنا وأطعموا جائعنا وكسوا عارينا ومرضوا مريضنا، ونظر عبد اللّه بن جعفر إلى غلام أسود قد أخرج قوتا كان يجري عليه في كلّ يوم فألقاه إلى كلب كان بحضرته فقال عبد اللّه: آثرت هذا الكلب قال: ما هي بأرض كلاب ولا شك أنه جاء من مسافة بعيدة فكرهت أن يرجع وهو جائع، قال: مما أنت بصانع اليوم قال: أطوني نهاري قال: فاشتري عبد اللّه الغلام فأعتقه (١) وفضائل الأجواد كثيرة لا تنحصر واللّه أعلم.

٣٩٠٦ - وَعَن أبي شُرَيْح خويلد بن عَمْرو - رضي الله عنه - أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه جائزته يَوْم وَلَيْلَة والضيافة ثَلَاثَة أَيَّام فَمَا كَانَ بعد ذَلِك فَهُوَ صَدَقَة وَلَا يحل لَهُ أَن يثوي عِنْده حَتَّى يُخرجهُ رَوَاهُ مَالك وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَة قَالَ التِّرْمِذِيّ وَمعنى لا يثوي لا يُقيم حَتَّى يشْتَد على صَاحب الْمنزل والحرج الضّيق انْتهى وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لا يحل للضيف أَن يُقيم عِنْده بعد ثَلَاثَة أَيَّام من غير استدعاء مِنْهُ حَتَّى يضيق صَدره فَيبْطل أجره انْتهى قَالَ الْحَافِظ وللعلماء فِي هَذَا الحَدِيث تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا أَنه يُعْطِيهِ مَا يجوز بِهِ ويكفيه فِي يَوْم وَلَيْلَة إِذا اجتاز بهِ وَثَلَاثَة أَيَّام إِذا قَصده وَالثَّاني يُعْطِيهِ مَا يَكْفِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة يستقبلهما بعد ضيافته (٢).


(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٢٥٨).
(٢) أخرجه البخاري (٦٠١٩) و (٦١٣٥) و (٦٤٧٦)، ومسلم (٧٧ - ٤٨) و (١٤ و ١٥ و ١٦ - ٤٨)، وأبو داود (٣٧٤٨)، والترمذى (١٩٦٧) و (١٩٦٨)، وابن ماجة (٣٦٧٢) و (٣٦٧٥).