ابن مُسلم حَدثنَا خَالِد بن يزِيد بن أبي مَالك عَن عُثْمَان بن أَيمن عَنهُ وَسَيَأْتِي فِي الْبَاب بعده حَدِيث أبي الردين إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قوله: عن أبي الدرداء، واسمه: عويمر، تقدم الكلام على مناقبه.
قوله:"من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح الله له بابًا إلى الجنة" الغدو: الذهاب.
قوله:"وفرشت له الملائكة أكنافها" أي: أجنحتها، قال الجوهري في صحاحه (١): والكنف الجانب، وكنفا الطائر: جناحاه، قيل: إنما فرشتها لتكون وطئًا له إذا مشى.
وقيل: إنه بمعنى التواضع تعظيما لحقه فتضم أجنحتها له تواضعًا، ويحتمل أن يكون المراد به: وضع الأجنحة بعضها بجنب بعض إظلالًا له كما يحكي عن فعل الطير بداود النبي - صلى الله عليه وسلم - وكما في الحديث الآخر:"تظلهم الطير بأجنحتها"، وفي رواية أخرى:"يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء لمحبتهم لما يطلب"، وقيل: غير ذلك.
قوله:"وصلت عليه ملائكة السموات" وتقدم معنى صلاة الملائكة أنه الاستغفار والدعاء له.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وللعالم من الفضل على العابد كالقمر ليلة البدر على أصغر كوكب في السماء" الحديث، ومعلوم أن القمر إذا تكامل ضوءه ونوره كان ضوء النجوم معه في حكم المطموس ولا يظهر لها مع القمر أثر، فالعابد شبه بالنجم لأنه في ضياء ونور في الجملة وعمل صالح، والعالم شبه بالقمر ليلة