للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمشرب، ويروي: "ولا تنسوا الجوف وما وعى والرأس ما احتوى" قيل: أراد بالجوف البطن والفرج كما جاء في الحديث أكثر ما يدخل أمتي الناس الأجوفان، قيل: المراد بالجوف [وقيل: أراد به القلب] وما وعى وحفظ من [معرفة] الله تعالى والعلم بالحلال والحرام أن لا يضيع [ذلك وقيل] أراد بالجوف البطن [والفرج] ومنه الحديث أن أخوف ما أخاف عليكم الأجوفان وأراد بالرأس وما حوى الدما [غ] وإنما خص القلب والدماغ لأنهما مجمع العقل (١) ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام، ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج، وفي حدي أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة".

قوله: "ما بين لحييه" قيل لسانه، وقيل: بطنه، واللحي بكسر اللام وفتحها الذي تنبت عليه اللحية من الإنسان قاله عياض (٢) وقد أمر الله عز وجل بحفظ الفرج ومدح الحافظين لها فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} (٣) الآية، وقال أبو إدريس الخولاني: أول ما وصى الله به آدم عن إهباطه إلى الأرض حفظ فرجه، وقال لا تضعه إلا في حلال، أ. هـ ذكره ابن رجب الحنبلي في شرح الأربعين النواوية أو في كتاب اللطائف (٤).


(١) غريب الحديث لأبى عبيد (٢/ ١١٦ - ١١٧).
(٢) مشارق الأنوار (١/ ٣٥٦).
(٣) سورة النور، الآية: ٣٠.
(٤) جامع العلوم والحكم (١/ ٤٦٣ - ٤٦٥).