للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نهى فقد أتى بجميع وظيفة التكليف قاله الطوفي (١)، وحسن الخلق تقدم الكلام عليه.

قوله: وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: "الفم والفرج" تقدم الكلام على الفم والفرج.

قوله: وقال الترمذي: حسن صحيح، فهو مشكل على اصطلاحه لأنه قد ذكر في كتاب العلل من جامعه أنه يريد بالحسن: ما ليس في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا ويروي مع ذلك من غير وجه والصحيح عنده وعند غيره ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه ثم أن الترمذي كثيرا ما يقول في كتابه هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهذا ينافي في اشتراطه في الحسن أن يكون قد روي من غير وجه، والذي أجيب به عن قول الترمذي: حديث حسن صحيح فيما نعلم وجهان، أحدهما: أن معناه أنه حسن بإسناد صحيح بإسناد آخر، وما ذكرنا من قوله حسن صحيح غريب يبطل هذا الجواب، والثاني: أن قوله حسن يريد به الحسن اللغوي وهو ما يوافق القلب وتهواه النفس وهو باطل بأن الترمذي فسر الحسن بغير ذلك وهو ما ذكرناه وبان من آحاد منه ما ليس حسنا باعتبار اللغة نحو "من نوقش الحساب عذب" وأشباهه من نصوص الوعيد فإنها لا توافق القلب ولا تهواها النفس بل تجد منها كربا والمأمن الخوف والصواب من ذلك ما أشاء إليه بعض العلماء وهو أن الحسن قسم من الصحيح لكن


(١) التعيين في شرح الأربعين (ص ١٥٣).