ألين قسميه؛ قلت: وبيانه أن مدار الرواية على عدالة الراوي وضبطه فإن كان مبرزا فيهما كشعبة وسفيان ويحيى القطان ونحوهم فحديثه صحيح وإن كان دون المبرز فيهما أو في أحدهما لكنه عدل ضابط بالجملة فحديثه حسن، هذا أجود ما قيل في هذا المكان.
واعلم أن العدالة والضبط إما أن ينتفيان في الرواي أو يجتمعا جميعا أو توجد فيه العدالة وحدها أو الضبط وحده انتفيا فيه لم يقبل حديثه أصلا، وإن اجتمعا فيه قبل وهو الصحيح المعبتر وإن وجدت فيه العدالة دون الضبط قبل حديثه لعداته وتوقف فيه لعدم ضبطه على شاهد منفصل يجبر ما فات من صفة الضبط وإن وجد فيه الضبط دون العدالة لم يقبل حديثه لأن العدالة هي الركن الأكبر في الرواية ثم كل واحد من العدالة والضبط له مراتب عليا ووسطى ودنيا ويحصل بتركيب بعضها مع بعض مراتب للحديث مختلفة في القوة والضعف ظاهرة مما ذكرناه.
واعلم أن نسخ الترمذي تختلف في التحسين والتصحيح ففي بعضها يوجد حديث حسن وفي بعضها حسن صحيح وفي بعضها حسن غريب وفي بعضها حسن صحيح غريب، أعني في بعض أحاديث هذا وغيره وذلك بحسب اختلاف الرواة عنه لكتابه والضابين له والله أعلم، قاله الطوفي في شرح الأربعين النواوية (١) والله أعلم.