للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والعرب أولاد إسماعيل فهو أبو العرب (١).

قوله: "وأريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء" الحديث، السجل قد ضبطه الحافظ وفسره فقال هو الدلو الممتلئة ماء والذنوب أيضًا قد ضبطه الحافط وفسره فقال هي مثل السجل أو قيل هي الدلو مطلقا سواء كان فيها ماء أو لم يكن، وقيل دون المليء، أ. هـ.

وقال غيره: الذنوب بفتح الذال المعجمة هو الدلو الكبير إذا كان مليئا كذا قال جماعة أنها لا تسمى ذنوبا حتى يكون فيها الماء، ذكر ابن الأحدب في كفاية المتحفظ خلاف ذلك (٢).

واشترط بعض الأصحاب في الماء المصبوب أن يكون سبعة أضعاف البول لأن ماء الدلو فوق سبعة أضعاف بول الأعراب والظاهر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يذكر الذنوب على سبيل الاشتراط بل لأن الذنوب كان معدة عندهم للاستقاء من البئر فذكرت انتهى.

وقوله: "سجلا أو ذنوبا من ماء" يحتمل أن يكون شكا من الراوي وهو ظاهر وأن يكون على معنى التخيير من الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجهه أن بين اللفظين فرقا فخيرهم بين الأمرين والأولى أصح كذا في الميسر (٣) وفيه الترفق


(١) الاعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ٦٩٣).
(٢) هو إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد اللَّه اللواتي الأَجْدَابي، أبو إسحاق الطرابلسي (المتوفى: نحو ٤٧٠ هـ) وكتابه اسمه كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ وكلامه في الفرق بين الدلو والغرب والسجل والذنوب (ص ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٣) الميسر (١/ ١٦٣).