للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: كأني أنظر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه، الحديث، وفي رواية: "وهو ينضح الدم عن جنبيه" وفي البخاري عن ابن عباس قال: اشتد غضب اللَّه على من قتله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في سبيل اللَّه واشتد غضب اللَّه على قوم أدموا وجه نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال النووي (١): في هذه الأحاديث وقوع الانتقام والابتلاء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لينالوا جزيل الأجر وليعرف أنه يطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقون مربوبون وحكاية النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه فيه بيان ما كان عليه الأنبياء من صلوات اللَّه وسلامه عليهم من الحلم والتصبر والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم لهم بالهداية والغفران وعذرهم في جنايتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون وهذا النبي المشار إليه من المتقدمين وقد جرى لنبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- نحو هذا يوم أحد (٢) فروي عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم كسرت رباعية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وشج فجعل يسيل الدم عن وجهه ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى اللَّه فأنزل اللَّه بـ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} " (٣) انفرد به ابن ماجه.

قوله في الرواية التي في الصحيحين وهو ينضح الدم عن جبينه هو بكسر


(١) شرح النووي على مسلم (١٢/ ١٤٨).
(٢) المصدر السابق (١٢/ ١٥٠).
(٣) سورة. . . .، الآية: