للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى المالية المتضمنة للوثوق باللَّه تعالى والزهادة في الدنيا. والبدنية أما مع اللَّه تعالى أي التعظيم لأمر اللَّه وهو الانصاف أو مع الناس أي الشفقة على خلق اللَّه تعالى وهو بذل السلام (١) وفي هذه الأحاديث جمل من العلم ففيها الحث على إطعام الطعام والجود والاعتناء بنفع المسلمين والكف عما يؤذيهم بقول أو فعل مباشرة أو سبب والإمساك عن احتقارهم وفيها الحث على] تآلف قلوب المسلمين واجتماع كلمتهم وتوادهم واستجلاب ما يحصل ذلك، قال القاضي عياض: والألفة احدى فرائض الدين وأركان الشريعة ونظام شمل الإسلام، قال: وفي بذل السلام لمن عرفت ومن لم تعرف إخلاص العمل فيه للَّه تعالى لا مصانعة ولا ملقى وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع وإفشاء شعار هذه الأمة زادها اللَّه شرفا واللَّه أعلم (٢).

وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والتشاجر وفساد ذات البين التي هي الحالقة أي المهلكة المستأصلة كما تحلق الموسى أصول الشعر (٣)، أ. هـ.

٤٠٨٤ - وَعَن ابْن الزبير -رضي اللَّه عنهما- أَن رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ دب إِلَيْكُم دَاء الْأُمَم قبلكُمْ الْبغضَاء والحسد والبغضاء هِيَ الحالقة لَيْسَ حالقة الشّعْر وَلَكِن حالقة الدّين وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تدخلون الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا


(١) الكواكب الدرارى (١/ ١٣٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٠ - ١١).
(٣) شرح النووي على مسلم (٢/ ٣٦).