للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التقينا يسلم بعضنا على بعض، الحديث، حديث أنس هذا يقتضي الأمر بالسلام عليه وإن قربت مفارقته له يسلم عليه ثانيا وثالثًا وأكثر اتفق عليه أصحابنا (١)، ويدل عليه أيضًا ما رويناه في سنن أبي داود عن أبي هريرة عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه" (٢) الحديث، وروي عن ابن عمر أنه كان يخرج إلى السوق فقيل له إيش تصنع في السوق وأنت لا تبيع ولا تشتري؟ قال: إنما أخرج لأجل السلام وكان لا يمر على أحد إلا ويسلم عليه (٣).

ذكر عن بعض الصالحين أن رجلا من أصدقائه استقبله وقال له: كيف أصبحت؟ قال: الرجل الصالح ويحك ما هذا؟ فهلا قلت: السلام عليك تكون لك عشر حسنات فأرد عليك فتكون لك عشر حسنات فإذا اجتمعت عشرون حسنة يرجى عند ذلك نزول الرحمة واللَّه أعلم.

فائدة: قال العلماء: ولو غلب على ظنه أنه إذا سلم لا يرد عليه إما لتكبر وإهمال أو لغير ذلك فلا يتركه لهذا الظن فإن السلام مأمور به ولم يؤمر المسلم بتحصيل الرد مع أن الظن قد يخطئ ويرد ذلك السلام (٤). ا. هـ.


(١) الأذكار (ص ٤١٢).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٠١٠)، وأبو داود (٥٢٠٠)، وأبو يعلى (٦٣٥٠). وصححه الألباني في الصحيحة (١٨٦).
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٠٠٦). وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (٧٧٤/ ١٠٠٦).
(٤) كشف المناهج (٤/ ١٥٣).