للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيه من الزهم والوسخ واللحية بعيدة عن ذلك، والرابع: أن اللَّه تعالى خلق اللحية على صفة تقبل الطول بخلاف الشارب فإنه لا يطول كطولها فكان المراد موافقة الحق عز وجل فيما رتب قاله في الحواشي (١).

والجز والقص بمعنى (٢)، والرواية الصحيحة "جزوا" كذا للكافة ووقع "خذوا الشوارب" (٣).

قوله: "وخالفوا المجوس" وجاء "وخالفوا المشركين" أي: فإنهم يطيلون الشارب ويحلقون اللحى وهذا أمر استحباب في الشارب واللحية والأمر بالمخالفة دليل على اجتناب التشبه بهم في كل شيء ما لم يرد نص في التقرير.

قوله: "وأحفوا" معناه: أحفوا ما طال على الشفتين، وذهبت كثير من السلف إلى استئصال الشارب وحلقه فظاهر قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أحفوا وأنهكوا" وهو قول الكوفيين وذهب كثير منهم إلى منع الحلق والاستئصال وفاء له، ومالك رحمه اللَّه يرى أن حلقه مُثلة ويأمر بأدب فاعله، وكان يكره أن يأخذ من أعلاه ويحمل رواية الحف على المبالغة في قصه ويشهد لذلك رواية "جزوا الشوارب"، وذهبت طائفة إلى التخيير بين الحف والقص وذهب بعضهم إلى التخيير بين الأمرين والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفة (٤).


(١) قاله ابن الجوزى كما في كشف المشكل (٢/ ٥١٩ - ٥٢٠).
(٢) إكمال المعلم (٢/ ٦٤).
(٣) المفهم (٢/ ١٤١).
(٤) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٥١).