قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما من عالم يخرج في طلب العلم مخافة أن يموت أو انتساخه مخافة أن يدرس إلا كان كالغازي الرائح في سبيل اللّه" الحديث، قال الحافظ رحمه اللّه: وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه ونسخه أو عمل به من بعده ما خطه والعمل به لهذا الحديث وامثتاله، وناسخ غير النافع مما يوجب الإثم عليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لما تقدم من الأحاديث:"من سن سنة حسنة وسيئة" واللّه أعلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن يبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" تقدم الكلام على ذلك قريبًا.
قوله في الكلام على رجال الحديث: رواه الطبراني من رواية إسماعيل بن عياش؛ أما إسماعيل بن عيَّاش فمثناة من تحت وبالشين المعجمة، فهو: إسماعيل بن عياش بن سليم أبو عتبة العنسي الجمعي، عالم الشام، وأحد مشايخ الإسلام، قال أبو خيثمة: كان أحول، وعن يحيى الوحاظي قال: ما أكبر نفسا منه، كنا إذا أتينا مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص، وسمعته يقول: ورثت من أبي أربعة يلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم، وكان يحفظ شيئًا كثيرًا أربعين ألف حديث، قال يعقوب الفسوى: تكلم فيه قوم وهو ثقة عدل، وكان أعلم الناس بحديث الشام، أكثر ما تكلموا فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيين ووثقه يحيى بن مَعين، وقال: ليس به بأس في الشاميين، وقال دجيم: هو في الشاميين غاية، وقال البخاري: إذا حدّث عن أهل بلده فصحيح وعن غيرهم فيه نظر، وقال ابن عدي: لا يخلو عن غلط، قال الذهبي: وفي الجملة يحتج به في الشاميين خاصة، فعلم صنعته هنا، ولد