للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للأكل والشرب والنكاح وغير ذلك، والألم سببه ثوران الغضب، ثم قد يكون [تناوله أو دفعه] مباحا كنكاح الزوجة ودفع الصائل، وقد يكون حراما كالزنا وقتال المسلم عدوانا ودفع المكروه [عدوانا] شر سببه الغضب، فإذا اجتنب الغضب اندفع عنه الشر، فإن الإنسان يغضب فيقتل أو يقذف أو يطلق امرأته أو [يهاجر] صاحبه أو يحلف يمينا فيحنث فيها أو يندم عليها كما جاء في الحديث "اليمين حنث أو ندم" (١) وقد يغضب فيكفر كما كفر جبلة بن الأهيم حين غضب من لطمة أخذت أو أريدت منه قصاصا، وبالجملة فالغضب أصل الشرور البشرية قاله الطوفي (٢).

فائدة: وللغضب دواء مانع ورافع، فالمانع تذكر فضيلة الحلم، وخوف اللَّه عز وجل كما حكى عن بعض الملوك أنه كتب ورقة فيها: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء، ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء، ويل لحاكم الأرض من حاكم السماء، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، وروي ذلك في بعض الكتب التي أنزل اللَّه تعالى "ابن آدم، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق"، ثم دفعها إلى وزيره وقال له: إذا غضبت فادفعها إلي فجعل الوزير كلما غضب الملك دفعها إليه فينظر فيها فيسكن غضبه، والرافع للغضب نحو ما ذكرناه عن


(١) أخرجه ابن ماجه (٢١٠٣)، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/ ١٢٩، وأبو يعلى (٥٥٨٧) و (٥٦٩٧)، والطبراني في الصغير (١٠٨٣)، والحاكم ٤/ ٣٠٣. وصححه الحاكم. وضعفه الألباني في الضعيفة (٣٧٥٨).
(٢) التعيين في شرح الأربعين (ص ١٣٨ - ١٣٩).