للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} (١) الآية، قال ابن عطية: كظم الغيظ رده في الجوف إذا كان يخرج من كثرته فضبطه ومنعه كظم له والغيظ أصل الغضب والكظام السير الذي يشد به فم الزق والقربة، وكظم البعير جرته إذا ردها في جوفه وكثيرا ما [يتلازمان] ولذلك فسر بعض الناس الغيظ بالغضب وليس تجريد لذلك بل الغضب حال النفس لا يظهر على الجوارح والغضب حال لها مع ظهوره في الجوارح وفعل ما ولابد ولهذا جاء إسناد الغضب إلى اللَّه تعالى إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم ولا يسند إلى اللَّه تعالى غيظ، وكظم الغيظ من أفضل العبادات وجهاد النفس (٢)، روى أبو هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاده ملأه اللَّه أمنا وإيمانا" (٣) والعفو عن الناس من أجل ضروب فعل الخير، أ. هـ، قاله في الحدائق، فيا سعادة من وقع له ذلك بين الأمم فيه يغبط وشر ويصرف به كل ألم (٤).

٤١٦٩ - وَعَن أبي ذَر -رضي اللَّه عنه- أَن رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ إِذا غضب أحدكُم وَهُوَ قَائِم فليجلس فَإِن ذهب عَنهُ الْغَضَب وَإِلَا فليضطجع رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه كلَاهُمَا من رِوَايَة أبي حَرْب بن الأَسود عَن أبي ذَر وَقد قيل إِن أَبَا حَرْب إِنَّمَا يروي عَن عَمه عَن أبي ذَر وَلا يحفظ لَهُ سَماع من أبي ذَر وَقد رَوَاهُ


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٤.
(٢) تفسير ابن عطية (١/ ٥٠٩ - ٥١٠).
(٣) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ١٢٣)، وابن فيل في جزئه (٨٩)، والأصبهاني في الترغيب والترهيب (٢٣٦٦) عن أبي هريرة. وضعفه الألباني في الضعيفة (١٩١٢).
(٤) حدائق الأولياء (١/ ٧٨).