للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجنة، وهذه قاعدة متفق عليها عند أهل السنة، وقالت المعتزلة: صاحب الكبيرة إذا مات بغير التوبة لا يعفى عنه ويخلد في النار، واللّه أعلم (١).

١٥٩ - وعن سمرة بن جُندُبٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين". رواه مسلم وغيره (٢).

قوله: (عن سمرة بن جندب)، هو: سمرة بن جندب بضم الدال وفتحها بن هلال بن حريج بحاء مهملة ثم راء مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم الفزاري، كنيته: أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الرحمن وأبو عبد اللّه وأبو سليمان، توفي أبوه وهو صغير فقدمت به أمه المدينة فتزوجها أنصاري وكان في حجره حتى كبر وأجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقاتلة في غزوة أحد وغزا بعد ذلك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوات ثم سكن البصرة وكان زياد يستخلفه عليها إذا سافر إلى الكوفة ويستخلفه على الكوفة إذا سافر إلى البصرة، وكان يكون في كلّ واحدة منهما ستة أشهر، وكان شديدًا على الخوارج، ولهذا تبغضه الحرورية ومن قاربهم في مذهبهم، وكان الحسن وابن سيرين وفضلاء البصرة يثنون عليه، روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة وثلاثة وعشرون حديثًا، توفى بالبصرة سنة تسع أو ثمان وخمسين، وقال البخاري: توفي بعد أبي هريرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، سقط في قدر مملوء ماء حارًا بسب كزاز شديد أصابه، الكزاز: داء يكون من شدة البرد، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عليه


(١) شرح النووي على مسلم (١/ ٦٨ - ٦٩).
(٢) أخرجه مسلم في المقدمة (١/ ٨)، وابن ماجة (٣٩)، وابن حبان (٢٩). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٩٥).