للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غلمان الأنصار في كلّ سنة فمر غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة بعده فرده، فقال سمرة: لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته، قال: "فدونكه، فصارعه فصرعه" فأجازه في البعث يوم أحد، واللّه أعلم (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حديث عني بحديث يرى أنه كذب ... ) الحديث، ذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من "يرى" وهو ظاهر حسن، فأما من ضم الياء من "يرى" فمعناه يظن، وأما من فتحها فظاهر ومعناه: وهو يعلم، ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضًا، فقد حكى رأي بمعنى ظن، قاله النووي (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: (فهو أحد الكاذبين)، قال القاضي عياض رحمه اللّه تعالى: ضبطناه بكسر الباء وفتح النون على الجميع، وهذا هو المشهور من اللفظ، وقال: الرِّواية فيه عندنا "الكاذبين" على الجميع، رواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم في حديث سمرة "الكاذبين" بفح الباء وكسر النون على الثنية والجمع، واحتج به على أن الراوي له يشارك البادئ بهذا الكذب، ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة "الكاذِبَيْن" أو "الكاذِبِيْن" على الشك في التثنية أو الجمع، وقيد ذلك لأنه لا يأثم إلا بروايته ما يعلمه أو يظنه كذبًا، وأما ما يظنه ولا يعلمه فلا إثم عليه في روايتُه عن غيره (٣).

وأما فقه هذا الحديث ففيه: تغليظ الكذب والتعرض له أن من غلب على


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٣٥ - ٢٣٦ ترجمة ٢٣٣)، وتهذيب الكمال (١٢/ الترجمة ٢٥٨٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (١/ ٦٥).
(٣) شرح النووي على مسلم (١/ ٦٤ - ٦٥).