للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى دار أهله وفيه من الخصال [الحميدة] أنه يُسوِّي بين دجاجهِ ولا يؤثر واحدة على واحدة. (١)

وقوله: (فإنه يوقظ للصلاة) الحديث؛ قال الحليمي (٢) في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة)، وفي الرواية الأخرى يدعو [للصلاة] فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ويستهان به بل حقه أن يكرم ويشكر ويتلقى بالإحسان وليس معنى دعاء الديك إلى الصلاة أنه يقول بصراخه حقيقة الصلاة أو قد حافت الصلاة بل معناه أن العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره اللَّه عليها [فيتذكر الناس] بصراخه الصلاة ولا يجوز لهم أن يصلوا بصراخه من غير دلالة سواها إلا ممن جرب منه ما لا يختلف فيصير ذلك له إشارة (٣).

والدعاء مستجاب عند صياحه، فإنه ورد أن الدعاء يستجاب في أربعين موطنًا وعدوا منها عند صياح الديكة، ولهذا أعظم ما فيه من العجائب معرفة الأوقات الليلية فيقسط أصواته عليها تقسيطًا لا يكاد يغادر منها شيئًا سواء طال الليل أو قصر، ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده، فسبحان من هداه لذلك.


(١) انظر: حياة الحيوان الكبرى (١/ ٤٧٧).
(٢) المنهاج (٢/ ٥٥٧).
(٣) حياة الحيوان (١/ ٤٧٩)، وإرشاد الساري (٥/ ٣٠٩).