للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخالق الكائنات سبحانه وتعالى [وتقدس] اهـ] (١). فالمقصود من ذلك كله نسبة الأفعال كلها إلى اللَّه تعالى وقطعها عن الدهر وأن من اعتقد الدهر والفاعل واحدا وسبه فقد سب اللَّه تعالى لأنه سب الفاعل واللَّه أعلم. والدهر اسم للزمان الطويل ومدة الحياة الدنيا فنهاهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذم الدهر وسبه أي لا تسبوا فاعل هذه الأشياء فإنكم إذا سببتموه وقع السب على اللَّه تعالى لأنه الفعال لما يريد لا الدهر [فيكون] تقدير الرواية الأولى فإن جالب الحوادث ومنزلها هو اللَّه لَا غيره فوضع الدهر [موضع] جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك وتقدير الرواية الثانية فإن اللَّه هو الجالب للحوادث لا غير الجالب إذا لاعتقادهم أن جالبها الدهر وفي حديث سطيح فإن الدهر ذا أطوار دهارير. وحكى الهروي. (٢)

عن الأزهري: أن الدهارير جمع الدهور، ذو حالين من بؤس ونعم. وقال الجوهري يقال: دهر دهارير: أي شديد، كقولهم ليلة ليلاء، ويوم أيوم. وقال الزمخشري (٣): الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد، اهـ. [قال] الحافظ: وكان ابن داود ينكر رواية أهل الحديث. وأنا الدهر بضم الراء ويقول: لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء اللَّه تعالى وكان يرويه وأنا الدهر أقلب الليل والنهار بفتح الدهرَ على


(١) حصل تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (ولا فاعل لكل شيء إلا اللَّه تعالى خالق كل شيء وفاعله فنهاهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، اهـ).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٤٤).
(٣) الفائق في غريب الحديث (٢/ ٤٢).