للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأشكل عليه ارتجاعه إياها فاعتذر بأمور لم تصح والذي يزيل الإشكال ما في روايات أخر في مسلم [أنها وقعت في سهم دحية الكلبي] فاشتراها منه بسبعة رؤوس. وأما قوله خذ جارية أي بطريق القسمة وفهم ذلك دحية بقرائن أو تصريح لم [يفعله] الراوي فأخذها بالقسمة ثم اصطفاها -عليه السلام- لما رآها من بيت النبوة ولجمالها الباعث على كثرة النكاح المؤدية إلى كثرة النسل وجمال الولد لا للشهوة، [كما] قال [-صلى اللَّه عليه وسلم-]: تخيروا لنطفكم، فإنه معصوم. وذكرها ابن الموفق فقال دخل عليها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهي تبكي فقال لها ما يبكيك فقالت بلغني أن عائشة وحفصة ونساؤك يعيرنني ويقلن هي يهودية وفي رواية ينالان مني ويقولان نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأزواجه، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ألا قلت لهن [كيف تكن خيرا مني و] (١) أبي هارون وعمي موسى وزوجي محمد، وكانت رضي اللَّه تعالى عنها عاقلة حكيمة فاضلة.

وروي (٢) ان جارية لها قالت لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- إن صفيه تحب السبت وتصل اليهود فأرسل إليها عمر فسألها عن ذلك فقالت أما إن السبت فإني ما أحببته منذ أبدلني اللَّه به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم أرحاما فأنا أصلها. [ثم] قالت للجارية ما حملك على ما صنعت قالت الشيطان فقالت


(١) حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (وعمي موسى وزوجي محمد).
(٢) انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/ ١٨٧١) الإصابة: ١٣/ ١٤.