للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خرجه الوائلي في كتاب الإبانة (١)، وقال: حديث غريب، قاله القرطبي في تذكاره (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "غير الغالي فيه" الغالي فيه: المتجاوز فيه عن الحد، وقيل: هو الذي يقول في القرآن برأى من عند نفسه، قال اللّه تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (٣) أي: لا تتجاوزوا الحد في الدين الذي أنتم مطلوبون به (٤)، فالغلو: التجاوز عن الحد والقرب، والغالي: المتجاوز في أمر الدين عامله وبين، ومنه الحديث، وحامل القرآن غير الغالي فيه إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التي أمر اللّه بها القصد في الأمور، وخير الأمور أوساطها وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، وأصل الغلو: الارتفاع ومجاوزة القدر في كلّ شيء (٥)، انتهى.

وقال ابن قيم الجوزية: الغلو مجاوزة الحد والغلو والتقصير كلّ واحد مذموم في الدين، فالغلو مجاوزته وتعديه وما أمر اللّه تعالى بأمر إلا وللشيطان


(١) هو الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة، أبو نصر؛ عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم بن أحمد، الوائلي البكري السجستاني، شيخ الحرم، ومصنف الإبانة الكبرى في أن القرآن غير مخلوق، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الأثر. سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٥٤).
(٢) التذكار (ص ١٤٨ - ١٤٩).
(٣) سورة النساء، الآية: ١٧١.
(٤) تفسير الثعالبى (٢/ ٣٣١).
(٥) النهاية (٣/ ٣٨٢).