للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله بن عمرو بن العاصي فإنه كان يكتب ولا أكتب. روي له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع مائة حديث، وإنّما قلَّت الرواية عنه مع كثرة ما حمل لأنه سكن مصر وكان الواردون إليها قليلا بخلاف أبي هريرة فإنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة والله أعلم. قاله الكرماني (١). وقد تقدم الكلام عليه مبسوطا.

قوله قيل يا رسول الله أي الناس أفضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان، الحديث. قال أبو عبيد (٢) معناه الذي نقي من الغل والغش. [وأما] الغل [فهو] التغير بغير سبب شرعي اهـ.] (٣) مخموم القلب بالخاء المعجمة، تقول العرب خممت البيت إذا كنستة، ومنه قول مالك وعلى الساقي خم العين أي كنسها وتنظيفها، [ومنه] سميت الخمامة وهي [مثل الكناسة والقمامة]، قاله القرطبي في التذكرة (٤) وهذا هو القلب السليم عن الكفر والمعاصي وعن رؤية الدنيا وهي المال والبنون. قال سفيان الثوري هو الذي يلقى ربه وليس في قلبه شيء غيره. وقال الجنيد (٥) [بقلب] سليم لديغ من


(١) الكواكب الدراري (٢/ ٦٣)، وتهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٨٢).
(٢) غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٣٠٩).
(٣) حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت [السماء] اهـ).
(٤) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٨١)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٥/ ١٩١٥)، الغريبين في القرآن والحديث (٢/ ٥٩٩)، الفائق في غريب الحديث (١/ ٣٩٦).
(٥) تفسير البحر المحيط (٧/ ٢٥)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (٤/ ٢٣٦).