للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تنبيه: قال الأصفهاني صاحب المغيث (١) في حديث الحجاج أنه رآى خنفساة فقال قاتل الله تعالى أقواما يزعمون أن هذه من خلق الله تعالى، فقيل مم هي؟ فقال هي من وَدَح إبليس. الودحُ ما يتعلق بإلية الشاة من البعر وغيره، يقال ودَحَت الغنم تَوْدَح وتأدح ودحا، وقد ذكره صاحب التتمة بالخاء المعجمة اهـ.

فائدة: حكى القزويني أن رجلا رآى خنفساء فقال ماذا يريد الله من خلق هذه حسن شكلها أو طيب ريحها؟ فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء حتى ترك علاجها، فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين ينادي في الدرب فقال هاتوه حتى ينظر في أمري فقالوا ما تصنع بطُرقيّ وقد عجز عنك الأطباء الحذّاق فقال لا بد لي منه، فلما أحضروه ورآى القرحة استدعى بخنفسة فضحك الحاضرون فتذكر العليل القول الذي سبق منه فقال أحضروا ما طلب فإن الرجل على بصيرة، فأحرقها ودرّ رمادها على قرحته فبرئ بإذن الله تعالى، فقال للحاضرين إن الله أراد أن يعرفني أن أخس المخلوقات أعز الأدوية.

وحكى ابن خلكان (٢) في ترجمة جعفر بن خالد البرمكي أنه كان عنده أبو عبيد الثقفي فقصدته خنفساء فأمر جعفر بإزالتها فقال أبو عبيد دعوها عسى يأتيني بقصدها إليّ خير فإنهم يزعمون ذاك فأمر له جعفر بألف دينار وقال تحقق زعمهم وأمر بتنحيتها فقصدته ثانيا فأمر له بألف دينار أخرى اهـ. ذكر ذلك في حياة الحيوان (٣) الخواص إذا أخذت رءوس الخنافس وجعلت في برج حمام اجتمع


(١) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (٣/ ٤٠٢).
(٢) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (١/ ٣٣٢).
(٣) حياة الحيوان الكبرى (١/ ٤٣٠).