للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السراب إذا [ظهر] شخصه فيه خيالا ومنه قصيد كعب [بن مالك -رضي الله عنه-]:

يوما تظل حراب الأرض ترفعها ... من اللوامع تخليط وتزييل

يريد أن لوامع السراب تبدو دون حراب [الأرض] فترفعها تارة وتخفضها أخرى، انتهى.

قوله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كُن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري، قيل معناه أنت أبو خيثمة أو هو أبو خيثمة، قال ثعلب: العرب تقول كُن زيدا أي أنت زيد، وقال صاحب التحرير تقديره اللهم اجعلهُ أبا خثيمة، وقال في النهاية (١) كن أبا خيثمة أي صِرْ يقال للرجل يُرى من بُعد كن فلانا أي أنت فلان أو هو فلان، ومنه حديت [عُمر أنه] دخل المسجد فرآى رجلا برّ الهيئة فقال كن أبا مسلم يعني الخولاني [انتهى]. وأبو خيثمة هذا اسمه عبد الله بن خيثمة، وقيل مالك بن قيس، قال بعض الحفاظ وليس في الصحابة مَن يكنّى أبا خثيمة إلا اثنان: أحدهما هذا والثاني عبد الرحمن بن أبي سبرة الجُعفي انتهى. قاله النووي في شرح مسلم.

قوله وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون؛ أي عابوه واحتقروه.

قوله قال كعب: فلما بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي. قافلا أي راجعا والقفول الرجوع من السفر، ويقال في المضارع يقفل بالضم ولا يستعمل القفول في ابتداء السفر وانما سمي المسافرون قافلة تفاؤلا لهم بالقفول والسلامة على أن الجوهري قال إن القافلة هي الرفقة الراجعة من السفر. وقال قُتَبي لا يقال لهم في مبدأتهم قافلة، قاله العراقي في


(١) النهاية في غريب الأثر (٤/ ٢١١).