للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والاستفهام في ألم تكن للتوبيخ والتقريع، وابتعت بمعنى اشتريت، والظهر الراحلة، وتقدم الكلام على الراحلة.

قوله ولقد أعطيت جدلا أي حجة ومدافعة في الخصام [وبلاغة]. قاله عياض (١) وقال النووي (٢) أي فصاحة وقوة في الكلام وبراعة بحيث أخرج من عهدة ما ينسب إليّ إذا أردت. وقيل الجدل اللَدَد في الخصام وكانت العرب تتفاخر بذلك لأنه من فصاحة اللسان وقوة العارضة وحضور النفس [وحدة الذهن]، قال الله تعالى في قريش {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (٣)، وقال تعالى {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} (٤).

قوله [ولكني] (٥) والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي؛ ليوشكن هو بكسر الشين ولا يقال بفتحها أي ليُسرِعنّ الله قوله ولئن حدثتك حديت صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل، وفي رواية عفو الله عز وجل. تجِد هو بكسر الجيم وتخفيف الدال أي تغضب. يقال وجد عليه موجودة في الغضب فوجد مستعملة [بخمسة] معان من الموجدة والوجود [والوجدان] والوجد والجدة، قوله عقبى الله أي ثوابه في الآخرة وعقبى الله أن يعقبني خيرا [و] أن


(١) مشارق الأنوار (ج ١ ص ١٤١).
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (ج ١٧ ص ٩١).
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٥٨.
(٤) سورة مريم، الآية: ٩٧.
(٥) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي الأصل: (وإني).