للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استعماله فيه شرعا ولا عرفا فهو كناية، وهي تنقسم إلى جلي وخفي ثم النية المؤثِّرة فيها بالاتفاق أن تقترن بجميع اللفظ فإن اقترنت بأوله وعزبت في أثنائه فالمذهب الوقوع وإن خلا أوله تم نوى في أثنائه ففيه وجهان والله أعلم، قاله في شرح الإلمام، وسيأتي الكلام على ذلك أيضا في كنايات الطلاق.

فائدة: ومن الكنايات [كقوله:] أنت خِلِيَّة أي من الأزواج، وبرِيَّة أي منه أيضا وبَتَّة أي مقطوعة الوصلة بهم وبَتْلة أي متروكة النكاح وبائن أي مفارقة وحرام [أنت] عليّ ممنوعة منى للفرقة، وأنت كالميتَة أي حرام بالطلاق كما يحرم أكل الميتة واعتدي واستبرئي أي رحمك لأني طلقتك وتقنّعى [واستبرئ] (١) أي حرمتك بالطلاق فاختفي عني وتجرعي أي كأس الفراق ومرارته وابعدي أي لأنك أجنبية مني واعزبي أي تباعدي مني، ووقع في بعض كتب الفقه واغربي بغين معجمة وراء وهو صحيح أيضا ومعناه صيري غريبة مني أجنبية واذهبي والحقي بأهلك كما ذكر في الحديث. وحبلك على غاربك أي خليت سبيلك أي أنت مرسلة مطلقة غير مشدودة ولا ممسكة بعقد النكاح أي خُلي سبيلك فليس [لك] أحد يمنعك عما تريد تشبيها بالبعير يوضع زمامه على ظهره ويطلق يسرح أين أراد في المرعى، قاله في النهاية (٢)، وأنت واحدة هو بالرفع أي متوحدة بلا زوج وما أشبه ذلك أي


(١) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي الأصل: (واستتري).
(٢) النهاية في غريب الأثر (٣/ ٣٥٠).