للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله فخررت ساجدا وعلمت أن قد جاء الفرج. وهذه السجدة كان بعد صلاة الصبح كما ورد ذلك في هذا الحديث [و] فيه دليل للشافعي وموافقيه في استحباب سجود الشكر لكل نعمة ظاهرة حصلت أو نقمة ظاهرة اندفعت.

فائدة قال العلماء في كتب الفقه ومن تجردت له نعمة ظاهرة كقدوم غائب وحدوث ولد وشفاء مريض ونحو ذلك أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة كنجاته مما ظن وقوعه به وكالهدم والغرق ونحو ذلك استحب له أن يسجد شكرا لله تعالى أي في غير الصلاة لما روى أبو داود وغيره أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا جاءه أمر [سُرَّ وخرَّ] (١) ساجدا شكرا لله تعالى وسجد -صلى الله عليه وسلم- في ص شكرا لأنها توبة من الله تعالى على داود صلى الله على نبينا وعليه وسجد أبو بكر عند فتح اليمامة وقتل مسيلمة وسجد عمر عند فتح اليرموك وسجد علي عند رؤية ذي الثديتين قتيلا بالنهروان وأما النعم الباطنة فلا يُسجد لها لأنها ملازمة له في كل أوان فلو يسجد لها لاستغرق عمره بالسجود، [و] أما لو وجد ذلك وهو في الصلاة فلا يسجد فلو خالف بطلت صلاته جزما اهـ. قاله في مختصر الكفاية. تنبيه ولا يكره ذلك في الأوقات المكروهة لفواتها بالتأخير وسجود التلاوة مقيس عليه، وإنما اقتصر النووي (٢) على الشكر لأن النص ورد بها.


(١) هكذا هذه العبارة في الأصل، والمثبت في النسخة الهندية: (سرور خرَّ).
(٢) روضة الطالبين ج ١ ص ٣٢٥.