للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: قال العلماء الحكمة في النهي عن الحلف بغير الله تعالى أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به، وحقيقة العظمة مجتمعة بالله تعالى لا يضاهى به بها غيره، كما قال تعالى: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري) الحديث، ولا ينبغي مضاهاة غيره به في الألفاظ وإن لم يرد تلك العظمة المخصوصة بالإله المعبود. فإن قيل: قد أقسم الله تعالى بمخلوقاته لقوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} (١)، {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} (٢)، [ونحوها]. [{وَالطُّورِ} (٣)، {وَالنَّجْمِ} (٤).

فالجواب: أن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته تنبيها على شرف] (٥) المحلوف به فالباري سبحانه وتعالى ليس فوقه عظيم يحلف به فتارة يحلف بنفسه وتارة يحلف بمخلوقاته سبحانه وتعالي، وفي الحديث إباحة الحلف بالله تعالى وصفاته كلها وهذا مجمع عليه، وفيه النهي عن الحلف بغير الله تعالى وصفاته وهو عند أصحابنا مكروه ليس بحرام، فالحلف على ثلاثة أقسام ما تباح اليمين به وهو ما ذكر من اسم الذات والصفات، والثاني ما يحرم كالأنصاب والأزلام واللات والعزى فإن قصد تعظيمها كفر وإن لم يقصد فحرام لأن القسم بالشيء تعظيم له، والثالث ما اختلف فيه بين الكراهة والتحريم كالحلف بالآباء والأمانة ونحو ذلك. اهـ.


(١) سورة الصافات، الآية: ١.
(٢) سورة الذاريات، الآية: ١.
(٣) سورة الطور، الآية: ١.
(٤) سورة النجم، الآية: ١.
(٥) سقطت هذه الصحيفة من الأصل.