للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يعود إليه أبدا ويستغفر الله تعالى ويقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ليجبر الخلل الحاصل فإنه معصية كما صرح به في المطلب (١) وفي شرح العامري عن الخطابي (٢) وغيره أنه تلزمه التوبة والاستغفار. قال النووي في نكته على التنبيه (٣) وهو مستحب وهذا خلاف ما صرح به صاحب الاستقصاء فإنه جزم بالوجوب.

فرع قال النووي (٤) قال أصحابنا من حلف باللات والعزى أو غيرهما من الأصنام أو برئ من النبي -صلى الله عليه وسلم- أو نحو ذلك لم تنعقد يمينه بل عليه أن يستغفر الله ويقول لا إله إلا الله، إنما أمر بقول لا إله إلا الله لأنه تعاطى صورة تعظيم الأصنام حين حلف بها. وفي مذاكرة أهل اليمين أنه لا بد مع هذا من قوله أشهد أن محمدا رسول الله معللا بأن إحدى الشهادتين لا يُكتفى بها في الأيمان، هذا لفظه وهو عجيب فإنه لا يكفر بذلك إلا أن يقصد الرضا به فالحديث سيق في معرض التعظيم في اللات والعزى. قال صاحب شرح السنة (٥) إنما أمر بكلمة التوحيد لأن اليمين إنما تكون بالمعبود فإذا حلف باللات والعزى فقد ضاهى الكفار في ذلك فأمر أن يتداركه بكلمة التوحيد. قال لا كفارة عليه وإنما تلزمه الإنابة والاستغفار هذا مذهب الشافعي ومالك وجماهير العلماء.


(١) لابن الرفعة.
(٢) انظر: طرح التثريب في شرح التقريب ج ٧ ص ١٥٨.
(٣) الأذكار (١/ ٢٨٥)، وطرح التثريب في شرح التقريب (٧/ ١٥٨).
(٤) روضة الطالبين (١١/ ٦)، وشرح النووي على صحيح مسلم (١١/ ١٠٧)، والكواكب الدراري (٧/ ١٤٠).
(٥) شرح السنة (١٠/ ١٠).