للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مبسوطا في أوائل هذا التعليق. قوله -صلى الله عليه وسلم- فإن لم تقدر فركعتي الضحى تجزئ عنك، بفتح التاء وسكون الجيم وكسر الزاي وسكون الياء أي يكفي عنك.

فائدة تتعلق بالإنسان، فالإنسان نوع العالم وإنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي، والأناس لغة في [الناس] وهو الأصل فخفف والناس جمع إنسان قال الجوهري (١) والناس قد [تكون] من الإنس والجن اهـ. قال الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)} (٢)، أي أحسن خلق وهو اعتداله وتسوية أعضائه لأنه خلق كل شيء منكبا على وجهه وخلقه سويا وله لسان ذلق وأصابق يقبض بها مزيّنا بالعقل مؤدبا بالأمر مهذبا بالتمييز يتناوله مأكوله ومشروبه بيده. قال ابن عطية من الدليل على أن القرآن غير مخلوق أن الله تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعا ما فيها موضع صرح فيه بلفظ الخلق ولا أشار إليه، وذكر الإنسان على الثلث من ذلك في ثمانية عشر موضعا كلها نصت على خلقه، [وقد اقترن ذكرهما على هذا النحو في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)} (٣)] (٤). وقال القاضي أبو بكر بن العربي (٥) ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان فإن الله تعالى خلقه حيا عالما [قادرا] (٦) مريدا متكلما، سميعا بصيرا، مدبرا حكيما.


(١) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ٩٨٧).
(٢) سورة التين، الآية: ٤.
(٣) سورة الرحمن، الآيات: ١ - ٣.
(٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٥) أحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٤١٥).
(٦) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.