حركته، والوزغة بتحريك الزاي دويبة معروفة، قال أهل اللغة: الوزغ وسام أبرص، جنس فسام أبرص، هو كباره، وجمع الوزغة وزغ وأوزاغ ووزوغات [على البدل] وأزغان على البدل، حكاه ابن سيدة (١) وهو معرفة إلا أنه تعريف جنس وهما اسمان جعلا اسما واحدا. ويجوز فيه وجهان أحدهما: أن [تبنيهما] على الفتح كخمسة عشر، الثاني: أن تعرب الأول وتضيفه إلى الثاني ويكون الثاني مفتوحا لكونه لا ينصرف، وتقول في التثنية هذان ساما أبرص وفي الجمع هؤلاء سوام أبرص وإن شئت هؤلاء السَّوامُّ ولا تذكر أبرص، وإن شئت قلت هؤلاء البرصة والأبارص ولا [تذكر] سامّ. قال الشاعر:
والله لو كنت لهذا خالصًا ... [ما كنتُ] عبدًا آكِلَ [للأبارصا] اهـ
واتفقوا أن الوزغ من الحشرات المؤذيات، وذكر أصحاب الآثار أن الوزغ أصم. قال: والسبب في صممه أنه كان ينفخ النار على إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما سيأتي ذكر ذلك في الأحاديث بعده، فصُمَّ بذلك وبرص، ومن طبعه أنه لا يدخل بيتا فيه رائحة زعفران وتألفه الحيات كما تألف العقارب الخنافس، وهو يلفح بفيه، ويبيض كما تبيض الحيات، ويقيم في جحره زمن الشتاء أربعة أشهر لا يطعم شيئا ومن شأنه إذا تمكن من الملح تمرغ فيه فيصير مادة لتولد البرص، اهـ. [قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل وزغا في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة"، وفي رواية: "مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة
(١) تحرير ألفاظ التنبيه (١/ ١٦٧)، حياة الحيوان الكبرى (٢/ ١٦).