للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دون ذلك وفي رواية: "في أول ضربة سبعون حسنة"، والوزغة دويبة مستخبثة، وتجمع على وزغ وأوزغ ووزغان وسامّ أبرص وهو كباره. والحكمة من قتلها ما يحصل منها من الضرر والأذى الذي عليه من الاستقذار والنفرة اللازمة للطباع، ولما يتقى، ولأنّ فيها سما أو شيئا يضر متناوله، ولما صحّ أنها أعانت على وقود نار إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالنفخ فيها لتشتعل، وهذا من نوع ما روي في الحية أنها أدخلت إبليس الجنة بين فكيها فعوقبت بأن أهبطت مع من هبط وجعلت العداوة بينها وبين بني آدم. وإنما سميت فويسقة لخروجها عن جنس الحيوانات بالضرر المذكور. وقيل لأنها خرجت عن حكم الحيوان المحترم شرعا، والفسق في اللغة الخروج مطلقا، وأنه اسم مذموم شرعا، قاله في المفهم (١).

فائدة: اعلم أن القاعدة أنه كلما كثر العمل كثر الأجر، ولهما بالعكس كلما قلّ الضرب كثر الأجر، فقيل لشئمها وقيل الحضّ على المبادرة لقتلها وترك التواني لئلا تفوت.

قال في المفهم (٢): ويظهر لي أن قتلها وإن كان مأمورا به لكن لا يعذب بكثرة الضرب بل يبتغي أن يجهز عليها في أول ضربة، ويشهد لذلك النهي عن تعذيب الحيوان، والأمر بإحسان القتلة. قال النووي (٣): وأما تقييد


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٨/ ٣٧).
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٨/ ٣٧).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٣٧).