وتبيض ثلاثين بيضة على عدد أضلاعها فيجتمع عليها النمل فيفسدها ولا يصلح منها إلا القليل وإذا لدغتها العقرب ماتت وبيض الحيات مستطيل أكدر اللون وأخضر وأسود وأبيض وأرقط وفي بعضه نمش ولمع والسبب في اختلاف ذلك لا يعرف وداخله شيء كالصديد وهو في جوفها [منضد] طولا على خط واحد وليس للذكور سفاد معروف وإنما هو التواء بعضها على بعض ولسانها مشقوق وكذلك يظن بعض الناس أن لها لسانين وتبلع الفراخ من غير مضغ كما يفعل الأسد ومن شأنها إذا ابتلعت شيئا له عظم أتت شجرة أو نحوها فتلتوي عليها التواء شديدا حتى ينكسر ذلك في جوفها، ومن عادتها أنها إذا نهشت انقلبت فيتوهم بعض الناس أنها فعلت ذلك لتفرغ سمها وليس كذلك، ومن شأنها أنها إذا لم تجد طعاما عاشت بالنسيم وتقتات به الزمن الطويل وتبلغ الجهد من الجوع فلا تأكل إلا لحم الشيء الحي وهي إذا كبرت صغر جرمها ومن غرائب أمرها أنها لا ترد الماء ولا تريده إلا أنها لا تضبط نفسها عن الشراب إذا شمّته لما في طبعها من الشوق إليه، فهي إذا وجدته شربت منه حتى تسكر، وربما كان السكر سبب هلاكها. اهـ. لطيفة: قيل أن الرشيد نام ليلة فسمع قائلا يقول:
يا راقد الليل انتبه ... إن الخطوب لها سُرَى
ثقة الفتى من نفسه ... ثقة محللة العُرى
فاستيقظ فوجد المصابيح قد طفئت فأمر بالشموع فأوقدت ونظر فإذا هو بحية بقرب فراشه فقتلها. لطيفة أيضا: في عجائب المخلوقات أن الريحان