الفارسي لم يكن قبل كسرى [أنو] شروان، وإنما وجد في زمانه وسببه أنه كان ذات يوم جالسا للمظالم إذ أقبلت حية عظيمة تنساب تحت سريره فهموا بقتلها فقال كسرى كفوا عنها فإني أظنها مظلومة، فمرت تنساب حتى استدارت على فوهة بئر فنزلت فيها ثم أقبلت تتطلع فإذا في قعر البئر حية مقتولة وعلى متنها عقرب أسود، فأدلى بعض الأساورة [رمحه] إلى العقرب ونخسها به وأتى الملك يخبره بحال الحية، فلما كان في العام القابل أتت الحية في اليوم الذي كان كسرى جالسا فيه للمظالم وجعلت تنساب حتى وقعت ونفضت من فيها بذرا أسود فأمر الملك أن يزرع فنبت منه الريحان، وكان الملك كثير الزكام وأوجاع الدماغ فاستعمل منه فنفعه جدا، اهـ.
فائدة أيضا: وللحية أسماء كثيرة ذكر ابن خالويه لها مائة اسم، والحية أنواع منها الرقشاء وهي التي فيه نقط سود وبياض ويقال لها الرقطاء أيضا وهي من أخبث الأفاعي ومن أنواعها الحريش وشرها الأفاعي ومساكنها الرمال ومن أنواعها الأزعر وهو غالب فيها ومنها ما هو أذب ذو شعر ومنها ذوات القرون ومنها الشجاع ومنها العربد وهو حية عظيمة تأكل الحيات ومنها ذو الطفيتين والأبتر ومنها نوع يسمى الناظر متى وقع نظره على إنسان مات من ساعته ونوع آخر إذا سمع الإنسان [صوتها] مات ومنها الأصلت وهو عظيم جدًّا وله وجه كوجه الإنسان ويقال إنه يصير كذلك إذا مرت عليه ألوف من السنين ومن خاصية هذا أنه يقتل بالنظر أيضا، ومنها [الصلدي]