للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البهيم، وكان هذا في الابتداء وهو الآن منسوخ، هذا كلام إمام الحرمين ولا مزيد على تحقيقه، اهـ. وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في بابه والله أعلم [بالصواب]. قوله في الرواية المذكورة أعلاه: "واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر" الحديث تقدم الكلام عليه.

قوله: "مرّ بي زيد بن الخطاب وأبو لبابة وأنا أطاردها فقال: مهلا يا عبد الله" الحديث، زيد بن الخطاب هو أبو عبد الرحمن زيد بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي [أخوه] عمر لأبيه وكان أسنّ من عمر وسبقه إلى الإسلام وهو من المهاجرين الأولين شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية والمشاهد كلها، وكان طويلا بائن الطول، طلب الشهادة يوم أحد فلم تصبه، وتأخر بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان معه راية المسلمين يوم اليمامة، وانكشف المسلمون فجعل زيد يقول: اللهم إني أبرأ إليك [من فرار أصحابي] مما جاء به هؤلاء [يعني مسيلمة الكذاب] وأعتذر إليك من فرار أصحابي، ثم تقدم بالراية فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو ثم قاتل بسيفه حتى قتل ووقعت الراية فأخذها سالم مولى أبي حذيفة فقال له المسلمون يا سالم إنا نخاف أن نؤتى من قبلك فقال بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين معن بن عدي الأنصاري فقتلا جميعًا باليمامة شهيدين وكانت اليمامة في خلافة أبي بكر في شهر ربيع الأول سنة ثنتي عشرة وقيل سنة إحدى عشرة، ولما أتى عمر قتلهُ حزن عليه حزنًا شديدًا وقال ما صبت الصبا إلا وأنا أجد ريح زيد، وقال له عمر يوم أحد خذ درعي فقال إني أريد من