للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشهادة ما تريد فتركا الدرع، ولما أخبر عمر بقتل زيد قال رحم الله أخي يسبقني إلى الجنتين -في الحاشية: الحُسْنَيَيْن، [كذا في الأصل] (١) - أسلم قبلي واستشهد [قبلي]، وكان الذي قتل زيدا رجل يقال له أبو مريم [الختلي] فلما جاء إلى عمر قال له عمر أقتلت أخي زيدا؟ فقال أكرمه الله ولم يهني بيده. ولما شهد زيد بن رافع عمر كان بينهما درع فقال كل واحد لصاحبه والله ما يلبسها غيرك وكان ممن ثبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد وكان عمر يقول: ما هبَّت صبا قط إلا ذكرت أخي زيدًا.

وذكر ابن [قتيبة] في المعارف قال: مات زيد أخو عمر وأمه أم كلثوم في ساعة واحدة فلم يرث أحد منهما صاحبه، وصلى عليهما عبد الله بن عمر، فقدَّم زيدا وأخر أم كلثوم، فجرت السنة بتقديم الرجال. روى له مسلم حديثا والبخاري تعليقا وأبو داود، اهـ. وأبو لبابة تقدمت ترجمته. وقوله: "فقالا مهلا يا عبد الله" هو بإسكان الهاء ومعناه أنظرني. قال الجوهري (٢)، يقال مهلا يا رجل بالسكون، يعني أمهل.

قول الحافظ رحمه الله تعالى: وقد ذهب طوائف من أهل العلم إلى قتل الحيات أجمع [ويذكر ما قاله المصنف من الاختلاف بين العلماء إلى آخره، انتهى]. قال مالك رحمه الله تعالى: يكفيه أن يقول لها أحرج عليك بالله وباليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا، اهـ. [وفي رواية: ولا تؤذوننا،


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) الصحاح (٥/ ١٨٢٢).