للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٣٣ - وفي رواية لمسلم (١) وأبي داود (٢) قال: "نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه، فأخرج من تحتها، ثم أمر فأحرقت، فأوحى الله إليه هلا نملة واحدة".

[قال الحافظ]: قد جاء من غير ما وجه أن هذا النبي هو عزير -عليه السلام-، وفي قوله: فهلا نملة واحدة دليل على أن التحريق كان جائزا في شريعتهم، وقد جاء في خبر أنه بقرية أو بمدينة أهلكها الله تعالى فقال: يا رب كان فيهم صبيان ودواب، ومن لم يقترف ذنبا، ثم إنه نزل تحت شجرة فجرت به هذه القصة التي قدرها الله على يديه تنبيها له على اعتراضه على بديع قدرة الله وقضائه في خلقه فقال: إنما قرصتك نملة واحدة فهلا قتلت واحدة، وفي الحديث تنبيه على أن المنكر إذا وقع في بلد لا يؤمن العقاب العام.

قوله: "عن أبي هريرة -رضي الله عنه-" تقدم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ نملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت" الحديث، وسميت النملة نملة لتنمّلها وهو كثرة حركتها وقلة قوائمها. وقوله: "قرصت" بالقاف والراء والمهملة المفتوحات أي لدغت وقرص النملة لسعها.

وقوله: "نبيا من الأنبياء"، قال الحافظ [: قد جاء من غير ما وجه أنّ هذا النبي هو عزير -صلى الله عليه وسلم-، انتهى.


(١) صحيح مسلم (١٤٩، ١٥٠) (٢٢٤١).
(٢) سنن أبي داود (٥٢٦٥).